فحدثنا أنَس بن مالك، أن النبي ﷺ قال :« فيخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلاّ الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلاّ الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة ».
( الثاني ) حديث كعب بن مالك رضي الله عنه : عن كعب بن مالك، أن رسول الله ﷺ قال :« يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل، ويكسوني ربي عزّ وجلّ حلة خضراء، ثم يؤذن لي، فأقول ما شاء الله أن أقول، فذلك المقام المحمود ».
( الثالث ) حديث أبي الدرداء رضي الله عنه : عن أبي الدرداء. قال : قال رسول الله ﷺ :« أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة. وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه. فأنظر إلى ما بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم. ومن خلفي مثل ذلك، وعن يميني مثل ذلك، وعن شمالي مثل ذلك »، فقال رجل : يا رسول الله، كيف تعرف أمتك من بين الأمم فيما بين نوح إلى أمتك؟ قال :« هم غير محجلون من أثر الوضوء، ليس أحد كذلك غيرهم، وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم تسعى من بين أيديهم ذريتهم ».
( الرابع ) حديث أبي هريرة رضي الله عنه : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتي رسول الله ﷺ بلحم فرفع إليه الذراع. وكانت تعجبه فنهش منها نشهة ثم قال :« أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون ممَّ ذاك؟ فيجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه مما قد بلغكم. ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض : عليكم بآدم عليه السلام، فيقولون : يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم : ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد نهاني عن الشجرة فعصيت، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحاً فيقولون : يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وقد سماك الله عبداً شكوراً، أشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول نوح : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله قط، وإنه قد كان لي دعوة دعوتها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم؛ فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم أنت نبي اله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قلبه مثله، ولن يغضب بعده مثله، فذكر كذباته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى عليه السلام فيقولون : يا موسى أنت رسول الله، اصطفاك الله برسالاته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفساً لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى، فيأتون عيسى، فيقولون : يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد صبياً، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعد مثله، ولم يذكر ذنباً، نفسي نفسي نفسي، ذاهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد ﷺ ؛ فيأتون محمداً ﷺ، فيقولون : يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترة ما قد بلغنا؟ فأقوم فآتي تحت العرش، فأقع ساجداً لربي عزّ وجلّ، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه ما لم يفتح، على أحد قبلي، فيقال : يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول : أمتي يا رب، أمتي يا رب، أمتي يا رب؟ فيقال : يا محمد، أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال : والذي نفس محمد بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى ».