يقول تعالى مخبراً عن كتابه الذي أنزله على رسوله محمد ﷺ، إنه شفاء ورحمة للمؤمنين، أي يذهب ما في القلوب من أمراض من شك ونفاق، وشرك وزيغ وميل، فالقرآن يشفي من ذلك كله. وهو أيضاً رحمة، يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه، وليس هذا إلاّ لمن آمن به وصدقه، واتبعه، فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة، وأما الكافر الظالم نفسه بذلك؛ فلا يزيده سماعه القرآن إلاّ بعداً وكفراً، والآفة من الكافر لا من القرآن، كقوله تعالى :﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ والذين لاَ يُؤْمِنُونَ في آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أولئك يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [ فصلت : ٤٤ ]. وقال تعالى :﴿ فَأَمَّا الذين آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إلى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [ التوبة : ١٢٤-١٢٥ ]، وقال قتادة : إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه ﴿ وَلاَ يَزِيدُ الظالمين إَلاَّ خَسَاراً ﴾ : أي لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه، فإن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين.