[ الكهف : ٧٦-٧٧ ] أي مائلاً فقال الخضر بيده ﴿ قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً * فانطلقا حتى إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ استطعمآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ ﴾ [ ٦٧-٧٧ ] فقال موسى : قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا ﴿ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً * قَالَ هذا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ﴾ [ الكهف : ٧٧-٧٨ ]، فقال رسول الله ﷺ :« وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما » قال سعيد بن جبير : كان ابن عباس يقرأ :﴿ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً ﴾، وكان يقرأ :﴿ وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين ﴾.
وروى الزهري : عن ابن عباس : أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري، في صاحب موسى، فقال ابن عباس : هو خضر، فمر بها أبي بن كعب بدعاه ابن عباس، فقال : إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى، الذي سأل السبيل إلى لقيه، فهل سمعت رسول الله ﷺ يذكر شأنه؟ قال : إني سمعت رسول الله ﷺ يقول :« بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل، فقال : تعلم مكان رجل أعلم منك؟ قال : لا، فأوحى الله إلى موسى : بلى عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إلى لقيه، فجعل الله له الحوت آية، وقيل له : إذا فقدت الحوت فارجع، فإنك ستلقاه، فكان موسى يتبع أثر الحوت في البحر، فقال فتى موسى لموسى أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت، قال موسى ﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فارتدا على آثَارِهِمَا قَصَصاً ﴾ فوجد عبدنا خضراً، فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه ».


الصفحة التالية
Icon