عن أبي بن كعب، عن النبي ﷺ قال :« الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافراً »، ولهذا قال :﴿ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ﴾ أي يحملهما حبة على متابعته على الكفر، قال قتادة : قد فرح به أبواه حين ولد وحزنا عليه حين قتل، ولو بقي لكان فيه هلاكهما، فليرض امرؤ بقضاء الله فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب، وصح في الحديث :« لا يقضي الله لمؤمن قضاء إلاّ كان خيراً له »، وقال تعالى :﴿ وعسى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾ [ البقرة : ٢١٦ ]، وقوله :﴿ فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً ﴾ أي ولداً أزكى من هذا، وهما أرحم به منه، وقال قتادة : أبر بوالديه، وقيل لما قتله الخضر كانت أمه حاملاً بغلام مسلم، قاله ابن جريج.


الصفحة التالية
Icon