هذا تعجب من زكريا عليه السلام حين أجيب إلى ما سأل، وبشر بالولد ففرح فرحاً شديداً وسأل عن كيفية ما يولد له، والوجه الذي يأتيه منه الولد، مع أن امرأته كانت عاقراً لم تلد من أول عمرها مع كبرها، ومع أنه قد كبر وعتا، أي عسا عظمه، ونحل، ولم يبق فيه لقاح ولا جماع، والعرب تقول إذا يبس : عتا، وقال مجاهد :﴿ عِتِيّاً ﴾ يعني قحول العظم، وقال ابن عباس وغيره، عتياً يعني الكبر، والظاهر أنه أخص من الكبر، ﴿ قَالَ ﴾ أي الملك مجيباً لزكريا عما استعجب منه ﴿ كذلك قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾ أي إيجاد الولد منك ومن زوجتك هذه لا من غيرها، ﴿ هَيِّنٌ ﴾ أي يسير سهل على الله، ثم ذكر له ما هو أعجب مما سأل عنه فقال :﴿ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً ﴾، كما قال تعالى :﴿ هَلْ أتى عَلَى الإنسان حِينٌ مِّنَ الدهر لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً ﴾ [ الإنسان : ١ ].


الصفحة التالية
Icon