وقال الأعمش، عن زياد، عن أبي عياض في قوله ﴿ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً ﴾ قال : واد في جهنم من قيح ودم. وقوله ﴿ إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾ أي إلاّ من رجع عن ترك الصلوات واتباع الشهوات، فإن الله يقبل توبته ويحسن عاقبته ويجعله من ورثة جنة النعيم، ولهذا قال :﴿ فأولئك يَدْخُلُونَ الجنة وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً ﴾ ذلك لأنَّ التوبة تجبُّ ما قبلها، وفي الحديث الآخر التائب من الذنب كمن لا ذنب له « ولهذا لا ينقص هؤلاء التائبون من أعمالهم التي عملوها شيئاً ولا قوبلوا بما عملوه قبلها فينقص لهم مما عملوه بعدها لأن ذلك ذهب هدراً وترك نسياً، وذهب مجاناً من كرم الكريم وحلم الحليم، وهذا الاستثناء ههنا كقوله في سورة الفرقان :﴿ والذين لاَ يَدْعُونَ مَعَ الله إلها آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النفس التي حَرَّمَ الله إِلاَّ بالحق... ﴾ [ الفرقان : ٦٨ ] إلى قوله ﴿ وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً ﴾ [ الفرقان : ٧٠ ].


الصفحة التالية
Icon