ينكر تعالى على من اتخذ من دونه آلهة فقال ﴿ أَمِ اتخذوا آلِهَةً مِّنَ الأرض هُمْ يُنشِرُونَ ﴾ أي يحيون الموتى وينشرونهم من الأرض؟ أي لا يقدرون على شيء من ذلك فكيف جعلوها لله نداً وعبدوها معه؟ ثم أخبر تعالى أنه لو كان في الوجود آلهة غيره لفسدت السماوات والأرض، فقال ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ الله ﴾ أي في السماوات والأرض ﴿ لَفَسَدَتَا ﴾، كقوله تعالى :﴿ مَا اتخذ الله مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إله بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [ المؤمنون : ٩١ ]، وقال هاهنا :﴿ فَسُبْحَانَ الله رَبِّ العرش عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ أي عما يقولون إن له ولداً أو شريكاً. وقوله :﴿ لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ أي هو الحاكم الذي لا معقب لحكمه، ولا يعترض عليه أحد لعظمته وجلاله وكبريائه، وعدله ﴿ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ أي وهو سائل خلقه عما يعملون، كقوله :﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [ الحجر : ٩٢-٩٣ ].


الصفحة التالية
Icon