يخبر تعالى عن المشركين أنهم يستعجلون أيضاً بوقوع العذاب بهم، تكذيباً وجحوداً وكفراً وعناداً فقال :﴿ وَيَقُولُونَ متى هذا الوعد إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ ؟ قال الله تعالى :﴿ لَوْ يَعْلَمُ الذين كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النار وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ ﴾ أي لو تيقنوا أنها واقعة بهم لا محالة لما استعجلوا. ولو يعلمون حين يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ﴿ لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النار وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ﴾ [ الزمر : ١٦ ]، وقال في هذه الآية، ﴿ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النار وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ ﴾، فالعذاب محيط بهم من جميع جهاتهم ﴿ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ﴾ أي لا ناصر لهم، كما قال :﴿ وَمَا لَهُم مِّنَ الله مِن وَاقٍ ﴾ [ الرعد : ٣٤ ]، وقوله :﴿ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً ﴾ أي تأتيهم النار بغتة أي فجأة، ﴿ فَتَبْهَتُهُمْ ﴾ أي تذعرهم فيستسلمون لها، حائرين لا يدرون ما يصنعون ﴿ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا ﴾ أي ليس لهم حيلة في ذلك، ﴿ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ﴾ أي ولا يؤخر عنهم ذلك ساعة واحدة.


الصفحة التالية
Icon