، قال ابن جابر : فحدثني عطاء بن يزيد السكسكي عن كعب أو غيره قال : فتطرحهم بالمهيل. قال ابن جابر، فقلت : يا أبا يزيد وأين المهيل؟ قال : مطلع الشمس، قال :« ويرسل الله مطراً لا يكن منه بيت مدر ولا وبر أربعين يوماً، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَقَة، ويقال للأرض انبتي ثمرك ودري بركتك، قال : فيومئذٍ يأكل النفر من الرمانة، فيستظلون بقحفها ويبارك في الرسل، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر تكفي الفخذ، والشاة من الغنم تكفي أهل البيت، قال : فبينما هم على ذلك إذ بعث الله عزّ وجلّ ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مسلم - أو كما قال مؤمن - ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر وعليهم تقوم الساعة ».
وقد ثبت في الحديث أن عيسى ابن مريم يحج البيت العتيق، وعن أبي سعيد قال، قال رسول الله ﷺ :« ليحجن هذا البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج » وقوله :﴿ واقترب الوعد الحق ﴾ يعني يوم القيامة إذا حصلت هذه الأهوال والزلازل والبلابل أزفت الساعة واقتربت، فإذا كانت ووقعت، قال الكافرون : هذا يوم عسر، ولهذا قال تعالى :﴿ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الذين كَفَرُواْ ﴾ أي من شدة ما يشاهدونه من الأمور العظام، ﴿ ياويلنا ﴾ أي يقولون يا ويلنا ﴿ قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هذا ﴾ أي في الدنيا ﴿ بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ يعترفون بظلمهم لأنفسهم حيث لا ينفعهم ذلك.