يخبر تعالى عن كمال علمه بخلقه، وأنه محيط بما في السماوات وما في الأرض، وأنه تعالى علم الكائنات كلها قبل وجودها وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، كما قال رسول الله ﷺ :« إن الله قدّر مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء »، وفي السنن من حديث جماعة من الصحابة أن رسول الله ﷺ :« قال أول ما خلق الله القلم قال له : اكتب، قال : وما أكتب؟ قال : اكتب ما هو كائن، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة »، وقال ابن عباس : خلق الله اللوح المحفوظ كمسيرة مائة عام، وقال للقلم قبل أن يخلق الخلق وهو على العرش تبارك وتعالى : اكتب فقال القلم : وما أكتب؟ قال علمي في خلقي إلى يوم تقوم الساعة، فجرى القلم بما هو كائن في علم الله إلى يوم القيامة فذلك قوله :﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِي السمآء والأرض ﴾، وهذا من تمام علمه تعالى علم الأشياء قبل كونها وقدرها وكتبها أيضاً، فيعلم قبل الخلق أن هذا يطيع باختياره وهذا يعصي باختياره وكتب ذلك عنده، وأحاط بكل شيء علماً، وهو سهل عليه يسير لديه، ولهذا قال تعالى :﴿ إِنَّ ذلك فِي كِتَابٍ إِنَّ ذلك عَلَى الله يَسِيرٌ ﴾.


الصفحة التالية
Icon