، ولهذا قال :﴿ لِيَكُونَ الرسول شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى الناس ﴾ أي إنما جعلناكم هكذا أمة وسطاً، عدولاً خياراً مشهوداً بعدالتكم عند جميع الأمم لتكونوا يوم القيامة ﴿ شُهَدَآءَ عَلَى الناس ﴾ لأن جميع الأمم معترفة يومئذٍ بسيادتها وفضلها على كل أمة سواها، فلهذا تقبل شهادتهم عليهم يوم القيامة، في أن الرسل بلغتهم رسالة ربهم، والرسول يشهد على هذه الأمة أنه بلَّغها ذلك، وقد تقدم الكلام على هذا عند قوله :﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ﴾ [ البقرة : ١٤٢ ]، وقوله :﴿ فَأَقِيمُواْ الصلاة وَآتُواْ الزكاة ﴾ أي قابلوا هذه النعمة العظيمة بالقيام بشكرها، فأدوا حق الله عليكم في أداء ما افترض، وترك ما حرم، ومن أهم ذلك إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ﴿ واعتصموا بالله ﴾ أي اعتضدوا بالله واستعينوا به وتوكلوا عليه وتأيدوا به، ﴿ هُوَ مَوْلاَكُمْ ﴾ أي حافظكم وناصركم ومظفركم على أعدائكم، ﴿ فَنِعْمَ المولى وَنِعْمَ النصير ﴾ : يعني نعم الولي، ونعم الناصر من الأعداء.