، فجاءت به أورق جعداً جمالياً خدلج الساقين سايغ الأليتين، فقال رسول الله ﷺ :« لولا الأيمان لكان لي ولها شأن »، قال عكرمة : فكان بعد ذلك أميراً على مصر، وكان يدعى لأمه ولا يدعى لأب.
ولهذا الحديث شواهد كثيرة في « الصحاح » وغيرها من وجوه كثيرة؛ فمنها ما رواه البخاري عن ابن عباس :« أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي ﷺ بشريك بن سحماء، فقال النبي ﷺ :» البينة أو حد في ظهرك « فقال : يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلاً ينطلق يلتمس البينة، فجعل النبي ﷺ يقول :» البينة وإلاّ حد في ظهرك «، فقال هلال : والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهريه من الحد، فنزل جبريل وأنزل عليه :﴿ والذين يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ﴾ - فقرأ حتى بلغ ﴿ إِن كَانَ مِنَ الصادقين ﴾ فانصرف النبي ﷺ فأرسل إليهما فشهد هلال والنبي ﷺ يقول » إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب « ثم قامت فشهدت، فلما كان في الخامسة وقفوها، وقالوا : إنها موجبة. قال ابن عباس : فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها ترجع، ثم قالت : لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت، فقال النبي ﷺ :» أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء « فجاءت به كذلك، فقال النبي ﷺ :» لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن « وروى الإمام أحمد عن عبد الله قال : كنا جلوساً عشية الجمعة في المسجد، فقال رجل من الأنصار : إن أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلاً إن قتله قتلتموه وإن تكلم جلدتموه، وإن سكت سكت على غيظ؟! والله لئن أصبحت صحيحاً لأسألن رسول الله ﷺ، قال : فسأله، فقال : يا رسول الله إن أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلاً إن قتله قتلتموه، وإن تكلم جلدتموه، وإن سكت سكت على غيظ، اللهم احكم، قال : فنزلت آية اللعان، فكان ذلك الرجل أول من ابتلي به. وعن سهل بن سعد قال :» جاء عويمر إلى ( عاصم بن عدي ) فقال له : سل رسول الله ﷺ أرأيت رجلاً وجد رجلاص مع امرأته فقتله أيقتل به أم كيف يصنع؟ فسأل عاصم رسول الله ﷺ، فعاب رسول الله ﷺ المسائل، قال : فلقيثه عويمر فقال : ما صنعت؟ قال : ما صنعت أنك لم تأتني بخير، سألت رسول الله ﷺ فعاب المسائل، فقال عويمر : والله لآتين رسول الله ﷺ فلأسألنه؛ فأتاه فوجده قد أنزل عليه فيها، قال : فدعا بهما ولاعن بينهما، قال عويمر : إن انطلقت بها يا رسول الله لقد كذبت عليها، قال ففارقها قبل أن يأمره رسول الله ﷺ، فصارت سنة المتلاعنين، وقال رسول الله ﷺ :« أبصروها فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين فلا أراه إلاّ قد صدق، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة، فلا أراه إلاّ كاذباً »