هذا تأديب آخر بعد الأول، يقول الله تعالى :﴿ ولولا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بهذا ﴾ أي ما ينبغي لنا أن نتفوه بهذا الكلام ولا نذكره لأحد ﴿ سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ سبحان الله أن يقال هذا الكلام على زوجة رسوله، وحليلة خليله، ثم قال تعالى :﴿ يَعِظُكُمُ الله أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً ﴾ أي ينهاكم الله متوعداً أن يقع منكم ما يشبه هذا أبداً، أي فيما يستقبل، ولهذا قال :﴿ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ ﴾ أي إن كنتم تؤمنون بالله وشرعه وتعظمون رسوله ﷺ، ثم قال تعالى :﴿ وَيُبَيِّنُ الله لَكُمُ الآيات ﴾ أي يوضح لكم الأحكام الشرعية والحكم القدرية، ﴿ والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ أي عليم بما يصلح عباده، حكيم في شرعه وقدره.


الصفحة التالية
Icon