وقوله تعالى :﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾، عن ابن عباس قال : إنهم يعني المشركين إذا رأوا أنه لا يدخل الجنة إلاّ أهل الصلاة، قالوا : تعالوا حتى نجحد فيجحدون فيختم على أفواههم، وتشهد أيديهم وأرجلهم، ولا يكتمون الله حديثاً.
وروى ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال :« كنا عند النبي ﷺ فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال :» أتدرون ممَّ أضحك؟ « قلنا : الله ورسوله أعلم، قال :» من مجادلة العبد ربه، يقول : يا رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول : بلى، فيقول : لا أجيز عليَّ شاهداً إلا من نفسي، فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً، وبالكرام عليك شهوداً، فيختم على فيه ويقال لأركانه : انطقي، فتنطق بعمله، ثم يخلى بينه وبين الكلام، فيقول : بعداً لكنَّ وسحقاً، فعنكن كنت أناضل « وقال قتادة : ابن آدم، والله إن عليك لشهوداً غير متهمة من بدنك فراقبهم، واتق الله في سرك وعلانيتك، فإنه لا يخفى عليه خافية، الظُلمة عنده ضوء، والسر عنده علانية، فمن استطاع أن يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل ولا قوة إلاّ بالله. وقوله تعالى :﴿ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ الله دِينَهُمُ الحق ﴾، قال ابن عباس ﴿ دِينَهُمُ ﴾ : أي حسابهم، وكذا قال غير واحد، وقوله :﴿ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ الله هُوَ الحق المبين ﴾ أي وعده ووعيده، وحسابه هو العدل الذي لا جور فيه.


الصفحة التالية
Icon