قال الأوزاعي : إذا كان الغلام رباعياً فإنه يستأذن في العورات الثلاث على أبويه، فإذا بلغ الحلم فليستأذن على كل حال، وقال في قوله :﴿ كَمَا استأذن الذين مِن قَبْلِهِمْ ﴾ يعني كما استأذن الكبار من ولد الرجل وأقاربه، وقوله :﴿ والقواعد مِنَ النسآء ﴾ هن اللواتي انقطع عنهن الحيض ويئسن من الولد ﴿ اللاتي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً ﴾ أي لم يبق لهن تشوف إلى التزوج، ﴿ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ﴾ أي ليس عليهن من الحجر في التستر كما على غيرهن من النساء، قال ابن مسعود في قوله :﴿ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ ﴾ قال : الجلباب أو الرداء، وقال أبو صالح : تضع الجلباب وتقوم بين يدي الرجل في الدرع والخمار، وقال سعيد بن جبير في الآية ﴿ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ﴾ يقول : لا يتبرجن بوضع الجلباب ليرى ما عليهن من الزينة. عن أم الضياء أنها قالت : دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت : يا أم المؤمنين ما تقولين في الخضاب والنفاض والصباغ والقرطين والخلخال وخاتم الذهب وثياب الرقاق؟ فقالت : يا معشر النساء قصتكن كلها واحدة، أحل الله لكنّ الزينة غير متبرجات، أي لا يحل لكن أن يروا منكن محرماً. وقوله :﴿ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ﴾ أي وترك وضعهن لثيابهن وإن كان جائزاً، خير وأفضل لهن، والله سميع عليم.


الصفحة التالية
Icon