« جاء شيخ كبير هرم قد سقط حاجباه على عينيه فقال : يا رسول الله رجل غدر وفجر ولم يدع حاجة ولا داجة إلاّ اقتطفها بيمينه، لو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم فهل له من توبة؟ فقال النبي ﷺ :» أأسلمت؟ « قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله فقال النبي ﷺ :» فإن الله غافر لك ما كنت كذلك ومبدل سيئاتك حسنات «، فقال : يا رسول الله وغدراتي وفجراتي؟ فقال :» وغدراتك وفجراتك «، فولى الرجل يكبر ويهلل » ثم قال تعالى مخبراً عن عموم رحمته بعباده وأنه من تاب إليه منهم عليه من أي ذنب كان جليلاً أو حقيراً كبيراً أو صغيراً، فقال تعالى :﴿ وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى الله مَتاباً ﴾ أي فإن الله يقبل توبته، كما قال تعالى :﴿ أَلَمْ يعلموا أَنَّ الله هُوَ يَقْبَلُ التوبة عَنْ عِبَادِهِ ﴾ [ التوبة : ١٠٤ ] الآية، وقال تعالى :﴿ قُلْ ياعبادي الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ الله ﴾ [ الزمر : ٥٣ ] الآية : أي لمن تاب إليه.


الصفحة التالية
Icon