يقولون : لا نؤمن لك ولا نتبعك ونتأسى في ذلك بهؤلاء الأرذلين، الذين اتبعوك وصدقوك وهم أراذلنا، ولهذا ﴿ قالوا أَنُؤْمِنُ لَكَ واتبعك الأرذلون * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ أي وأي شيء يلزمني من اتباع هؤلاء لي ولو كانوا على أي شيء كانوا عليه. لا يلزمني التنقيب عنهم والبحث والفحص، إنما علي أن أقبل منهم تصديقهم إياي، وأَكِلَ سرائرهم إلى الله عزَّ وجلَّ، ﴿ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ على رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ المؤمنين ﴾ كأنهم سألوا منه أن يبعدهم عنه ويتابعوه فأبى عليهم ذلك، وقال ﴿ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ المؤمنين * إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ أي إنما بعثت نذيراً، فمن أطاعني واتبعني وصدقني كان مني وأنا منه سواء كان شريفاً أو وضيعاً، أو جليلاً أو حقيراً.


الصفحة التالية
Icon