﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ اهتدى ﴾ [ طه : ٨٢ ]، وقوله تعالى :﴿ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سواء ﴾ هذه آية أخرى ودليل باهر على قدرة الله الفاعل المختار وصدق من جعل له معجزة، وذلك أن الله تعالى أمره أن يدخل يده في جيب درعه، فإذا أدخلها وأخرجها خرجت بيضاء ساطعة كأنها قطعة قمر، لها لمعان تتلألأ كالبرق الخاطف، وقوله تعالى :﴿ فِي تِسْعِ آيَاتٍ ﴾ أي هاتان ثنتان من تسع آيات، أؤيدك بهن وأجعلهن برهاناً لك إلى فرعون وقومه ﴿ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾ وهذه هي الآيات التسع التي قال الله تعالى :﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا موسى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ﴾ [ الإسراء : ١٠١ ] كما تقدم تقرير ذلك هنالك، وقوله تعالى :﴿ فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً ﴾ أي بينة واضحة ظاهرة ﴿ قَالُواْ هذا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾ أي عملوا في أنفسهم أنها حق من عند الله ولكن جحدوها وعاندوها وكابروها ﴿ ظُلْماً وَعُلُوّاً ﴾، أي ظلماً من أنفسهم ﴿ وَعُلُوّاً ﴾ أي استكباراً عن اتباع الحق، ولهذا قال تعالى :﴿ فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المفسدين ﴾ أي انظر يا محمد كيف كان عاقبة أمرهم في إهلاك الله إياهم، وفحوى الخطاب، يقول : احذروا أيها المكذبون لمحمد الجاحدون لما جاء به من ربه، أن يصيبكم ما أصابهم بطريق الأولى والأحرى، فإن محمداً ﷺ أشرف وأعظم من موسى، وبرهانه أدل وأقوى من برهان موسى، عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.


الصفحة التالية
Icon