وهذا أيضاً نداء ثان على سبيل التوبيخ والتقريع لمن عبد الله إلهاً آخر، يناديهم الرب تعالى على رؤوس الأشهاد فيقول :﴿ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الذين كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ أي في دار الدنيا، ﴿ وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ﴾ قال مجاهد : يعني رسولاً، ﴿ فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ ﴾ أي على صحة ما ادعيتموه من أن لله شركاء ﴿ فعلموا أَنَّ الحق لِلَّهِ ﴾ أي لا إله غيره فلم ينطقوا ولم يحيروا جواباً، ﴿ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾ أي ذهبوا فلم ينفعوهم.