يقول تعالى مخبراً عن المشركين في استبعاهدم المعاد حيث قالوا ﴿ أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الأرض ﴾ أي تمزقت أجسامنا، وتفرقت في أجزاء الأرض وذهبت، ﴿ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ أي أئنا لنعود بعد تلك الحال؟ يستبعدون ذلك، ولهذا قال تعالى :﴿ بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ ﴾، ثم قال تعالى :﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الموت الذي وُكِّلَ بِكُمْ ﴾، الظاهر أن ملك الموت شخص معين، وقد سمي في بعض الآثار بعزرائيل وهو المشهور، وله أعوان؛ وهكذا ورد في الحديث أن أعوانه ينتزعون الأرواح من سائر الجسد، حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها ملك الموت، قال مجاهد : حويت له الأرض فجعلت مثل الطست يتناول منها متى شاء، وقال كعب الأحبار : والله ما من بيت فيه أحد من أهل الدنيا إلاّ وملك الموت يوقم على بابه كل يوم سبع مرات ينظر هل فيه أحد أمر أن يتوفاه، وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ أي يوم معادطم وقيامكم من قبوركم لجزائكم.