، وقال بلال : لما نزلت هذه الآية ﴿ تتجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المضاجع ﴾ الآية، كنا نجلس في المجلس وناس من أصحاب رسول الله ﷺ يصلون بعد المغرب إلى العشاء، فنزلت هذه الآية ﴿ تتجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المضاجع ﴾، وقوله تعالى :﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ أي فلا يعلم أحد عظمة ما أخفى الله لهم في الجنات، من النعيم المقيم، واللذات التي لم يطلع على مثلها أحد، لما أخفوا أعمالهم، كذلك أخفى الله لهم من الثواب، جزاء وفاقاً، فإن الجزاء من جنس العمل، قال الحسن البصري : أخفى قوم عملهم فأخفى الله لهم ما لم تر عين ولم يخطر على قلب بشر، قال البخاري : قوله تعالى :﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ الآية، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال :« قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر » قال أبو هريرة اقرأوا إن شئتم ﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾. وفي الحديث :« من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، ولا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه، في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر »، وروى مسلم عن المغيرة بن شعبة يرفعه إلى النبي ﷺ قال : سأل موسى عليه السلام ربه عزَّ وجلَّ ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال : هو رجل يجيء بعدما أُدخِلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ، فيقال له : ادخل الجنة، فيقول : أي رب كيف وقد أخذ الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول : رضيت رب، فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة : رضيت ربي، فيقول : هذا لك وعشرة أمثاله معه، ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول : رضيت رب، قال رب فأعلاهم منزلة، قال : أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر. قال : ومصداقه من كتاب الله عزَّ وجلَّ ﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ الآية.