، ولهذا قال تعالى :﴿ وَأَنزَلَ الذين ظَاهَرُوهُم ﴾ أي عاونوا الأحزاب وساعدوهم على حرب رسول الله ﷺ ﴿ مِّنْ أَهْلِ الكتاب ﴾ يعني بني قريظة من اليهود من بعض أسباط بني إسرائيل، كان قد نزل آباءهم الحجاز قديماً طمعاً في اتباع النبي الأمي الذي يجدوه مكتوباً عندهم في التوراة والإِنجيل، ﴿ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ ﴾ [ البقرة : ٨٩ ] فعليهم لعنة الله، وقوله تعالى :﴿ مِن صَيَاصِيهِمْ ﴾ يعني حصونهم، ﴿ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرعب ﴾ وهو الخوف لأنهم كانوا مالأوا المشركين على حرب النبي ﷺ، وأخافوا المسلمين وراموا قتلهم فانعكس عليهم الحال، ولهذا قال تعالى :﴿ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً ﴾ فالذين قتلوا هم المقاتلة، والأسراء هم الصغار والنساء، ﴿ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ﴾ أي جعلها لكم من قتلكم لهم ﴿ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا ﴾ قيل : خيبر، وقيل : مكة، وقيل : فارس والروم، قال ابن جرير : يجوز أن يكون الجميع مراداً ﴿ وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ﴾.