ناسب أن يذكره بعده ﴿ والحافظين فُرُوجَهُمْ والحافظات ﴾ أي عن المحارم والمآثم إلاّ عن المباح، كما قال عزَّ وجلَّ :﴿ والذين هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ على أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾ [ المؤمنون : ٥-٦ ]، وقوله تعالى :﴿ والذاكرين الله كَثِيراً والذاكرات ﴾، روى ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : إن رسول الله ﷺ قال :« إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين كانا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات » وفي الحديث :« ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم غداً فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ » قالوا : بلى يا رسول الله، قال ﷺ :« ذكر الله عزَّ وجلَّ » «، وروي أن رجلاً سأل النبي ﷺ فقال :» أي المجاهدين أعظم أجراً يا رسول الله؟ قال :ﷺ :« أكثرهم لله تعالى ذكراً »، قال : فأي الصائمين أكثر أجراً؟ قال ﷺ :« أكثر لله عزَّ وجلَّ ذكراً » ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة، كل ذلك يقول رسول الله ﷺ :« أكثرهم لله ذكراً » فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما : ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله ﷺ :« أجل » « وقوله تعالى :﴿ أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾ خبر عن هؤلاء المذكورين كلهم، أي أن الله تعالى قد أعد لهم أي هيأ لهم ﴿ مَّغْفِرَةً ﴾ منه لذنوبهم ﴿ وَأَجْراً عَظِيماً ﴾ وهو الجنة.