، وقد روى البخاري رحمه الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :« إن زينب بنت جحش رضي الله عنها كانت تفخر على أزواج النبي ﷺ، فتقول : زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات » وقوله تعالى :﴿ لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى المؤمنين حَرَجٌ في أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً ﴾ أي إنما أبحنا لك تزويجها وفعلنا ذلك لئلا يبقى حرج على المؤمنين في تزويج مطلقات الأدعياء، وذلك أن رسول الله ﷺ كان قبل النبوة قد تبنّى ( زيد بن حارثة ) رضي الله عنه، فكان يقول له ( زيد بن محمد ) فلما قطع الله تعالى هذه النسبة بقوله تعالى :﴿ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ﴾ [ الأحزاب : ٤ ] زاد ذلك بياناً وتأكيداً بوقوع تزويج رسول الله ﷺ بزينب بنت جحش رضي الله عنها لما طلقها زيد بن حارثة، ولهذا قال تعالى في آية التحريم ﴿ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الذين مِنْ أَصْلاَبِكُمْ ﴾ [ النساء : ٢٣ ] ليحترز من الابن الدعي، فإن ذلك كثيراً فيهم، وقوله تعالى :﴿ وَكَانَ أَمْرُ الله مَفْعُولاً ﴾ أي وكان هذا الأمر الذي وقع قد قدره الله تعالى وحتمه، وهو كائن لا محالة، كانت زينب رضي الله عنه عنها في علم الله ستصير من أزواج النبي صلى الله عليه سلم.


الصفحة التالية
Icon