« انطلقا فبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، إنه قد أنزل عليّ :﴿ ياأيها النبي إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ﴾ » فقوله تعالى :﴿ شَاهِداً ﴾ أي لله بالوحدانية، وأنه لا إله غيره وعلى الناس بأعمالهم يوم القيامة، ﴿ وَجِئْنَا بِكَ على هؤلاء شَهِيداً ﴾ [ النساء : ٤١ ]، كقوله :﴿ لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى الناس وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيداً ﴾ [ البقرة : ١٤٣ ]، وقوله عزَّ وجلَّ ﴿ وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ﴾ أي بشيراً للمؤمنين بجزيل الثواب، ونذيراً للكافرين من وبيل العقاب، وقوله جلت عظمته ﴿ وَدَاعِياً إِلَى الله بِإِذْنِهِ ﴾ أي داعياً للخلق إلى عبادة ربهم ﴿ وَسِرَاجاً مُّنِيراً ﴾ أي وأمرك ظاهر فيما جئت به من الحق كالشمس في إشراقهم وإضاءتها لا يجحدها إلا معاند. وقوله جلَّ وعلا :﴿ وَلاَ تُطِعِ الكافرين والمنافقين وَدَعْ أَذَاهُمْ ﴾ أي لا تطعهم وتسمع منهم في الذي يقولونه، ﴿ وَدَعْ أَذَاهُمْ ﴾ أي اصفح وتجاوز عنهم وكل أمرهم إلى الله تعالى، ولهذا قال جلَّ جلاله ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وكفى بالله وَكِيلاً ﴾.


الصفحة التالية
Icon