عن علي رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ :« » إن في الجنة لغرفاً ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها « فقال أعرابي : لمن هي؟ قال ﷺ :» لمن طيّب الكلام، وأطعم الطعام، وآدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام « » ﴿ والذين يَسْعَوْنَ في آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ ﴾ أي يسعون في الصد عن سبيل الله واتباع رسله والتصديق بآياته، ﴿ أولئك فِي العذاب مُحْضَرُونَ ﴾ أي جميعهم مجزيون بأعمالهم فيها بحسبهم، وقوله تعالى :﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ﴾ اي بحسب ما له في ذلك من الحكمة، يبسط على هذا من المال كثيراً، ويضيّ على هذا ويقتر عليه رزقه جداً، وله في ذلك من الحكمة ما لا يدركه غيره، كما قال تعالى :﴿ انظر كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾ [ الإسراء : ٢١ ] أي كما هم متفاوتون في الدنيا هذا فقير مدقع وهذا غني موسع عليه، فكذلك هم في الآخرة، هذا في الغرفات في أعلى الدرجات، وهذا في الغمرات في أسفل الدركات، وأطيب الناس في الدنيا، كما قال ﷺ :« قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه »، وقوله تعالى :﴿ وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾ أي مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به، فهو يخلفه عليكم في الدنيا بالبذل، وفي الآخرة بالجزاء والثواب، كما ثبت في الحديث :« يقول الله تعالى أنفق أُنفق عليك »، وقال رسول الله ﷺ :« أنفق بلالاً، ولا تخش من ذي العرش إقلالاً »، وعن حديفة رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ :« ألا إن بعد زمانكم هذا زمان عضوض بعض الموسر على ما في يده حذار الإنفاق »، ثم تلا هذه الآية ﴿ وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرازقين ﴾، وفي الحديث :« شرار الناس يبايعون كل مضطر، ألا إن بيع المضطرين حرام، ألا إن بيع المضطرين حرام، المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، إن كان عندك معروف فعد به على أخيك، وإلا فلا تزده هلاكاً إلى هلاكه »، وقال مجاهد : لا يتأولن أحدكم هذه الآية ﴿ وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾ إذا كان عند أحدكم ما يقيمه فليقصد فيه فإن الرزق مقسوم.


الصفحة التالية
Icon