يخبر تعالى عن استبعاد الكفرة لقيام الساعة في قولهم :﴿ متى هَذَا الوعد ﴾، كما قال تعالى :﴿ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا ﴾ [ الشورى : ١٨ ]، قال الله عزّ وجلّ :﴿ مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴾ أي ما ينتظرون إلا صيحة واحدة، وهذه والله أعلم :« نفخة الفزع » ينفخ في الصور نفخة الفزع، والناس في أسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم، فبينما هم كذلك إذ بأمر الله عزّ وجلّ إسرافيل فنفخ في الصورة نفخة يطولها ويمدّها، فلا يبقى أحد على وجه الارض إلا أصغى ليتاً ورفع ليتاً، وهي صفحة العنق يتسمع الصوت من قبل السماء، ثم يساق الموجودون من الناس إلى محشر القيامة بالنار تحيط بهم من جوانبهم، ولهذا قال تعالى :﴿ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ﴾ أي على ما يملكونه، الأمر أهم من ذلك، ﴿ وَلاَ إلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴾، وقد وردت هاهنا آثار وأحاديث ذكرناها في موضع آخر، ثم يكون بعد هذا :« نفخة الصعق » التي تموت بها الأحياء كلهم ما عدا الحي القيوم، ثم بعد ذلك، « نفخة البعث » والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon