هذه وصية من الله عزّ وجلّ لولاة الأمور، أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالى، ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيل الله، وقد توعد تبارك وتعالى من ضل عن سبيله وتناسى يوم الحساب، بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد، روى ابن أ بي حاتم بسنده عن أبي زرعة وكان قد قرأ الكتاب أن الوليد بن عبد الملك قال له : أيحاسب الخليفة فإنك قد قرأت الكتاب الأول وقرأت القرآن وفقهت؟ فقلت : يا أمير المؤمنين أقول؟ قال : قل في أمان الله، قلت : يا أمير المؤمنين أنت أكرم على الله أو داود ﷺ ؟ إن الله تعالى جمع له النبوة والخلافة ثم توعده في كتابه فقال تعالى :﴿ ياداوود إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرض فاحكم بَيْنَ الناس بالحق وَلاَ تَتَّبِعِ الهوى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ الله ﴾ الآية، وقال عكرمة :﴿ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الحساب ﴾ هذا من المقدم والمؤخر : لهم عذاب شديد يوم الحساب بما نسوا، وقال السدي : لهم عذاب شديد بما تركوا أن يعملوا ليوم الحساب، وهذا القول أظهر، والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب.