يقول تعالى :﴿ أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سواء العذاب يَوْمَ القيامة ﴾ ويقرع فيقال له ولأمثاله من الظالمين، ﴿ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴾ كمن يأتي آمناً يوم القيامة؟ كما قال الله عزّ وجلّ :﴿ أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً على وَجْهِهِ أهدى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [ الملك : ٢٢ ] وقال تبارك وتعالى :﴿ أَفَمَن يلقى فِي النار خَيْرٌ أَم مَّن يأتي آمِناً يَوْمَ القيامة ﴾ [ فصلت : ٤٠ ]، واكتفى في هذه الآية بأحد القسمين عن الآخر، وقوله جلت عظمته :﴿ كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ العذاب مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾ يعني القرون الماضية المكذبة للرسل أهلكهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واقٍ، وقوله جلّ وعلا ﴿ فَأَذَاقَهُمُ الله الخزي فِي الحياة الدنيا ﴾ أي بما أنزل بهم من العذاب والنكال، وتشفي المؤمنين منهم. فليحذر المخاطبون من ذلك فإنهم قد كذبوا أشرف الرسل وخاتم الأنبياء ﷺ، والذي أعده الله جلّ جلاله لهم في الآخرة من العذاب الشديد، أعظم مما أصابهم في الدنيا، ولهذا قال عزّ وجلّ :﴿ وَلَعَذَابُ الآخرة أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾.


الصفحة التالية
Icon