وقوله تعالى :﴿ فَإِنَّ خَيْرَ الزاد التقوى ﴾ لما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا، فأرشدهم إلى زاد الآخرة وهواستصحاب التقوى إليها، كما قال :﴿ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التقوى ذلك خَيْرٌ ﴾ [ الأعراف : ٢٦ ]، لما ذكر اللباس الحسي، نبه مرشداً إلى اللباس المعنوي، وهو الخشوع والطاعة والتقوى، وذكر أنه خير من هذا وأنفع. قال عطاء : يعني زاد الآخرة، وقال مقاتل بن حيان : لما نزلت هذه الآية :﴿ وَتَزَوَّدُواْ ﴾ قام رجل من فقراء المسليمن فقال : يا رسول الله ما نجد ما نتزوده، فقال رسول الله ﷺ :« تزودْ ما تكفّ به وجهك عن الناس وخير ما تزودتم التقوى » وقوله :﴿ واتقون ياأولي الألباب ﴾، يقول : واتقوا عقابي ونكالي وعذابي، لمن خالفني ولم يأتمر بأمري، يا ذوي العقول والأفهام.