وفي « الصحيحين » عن أنَس رضي الله عنه في قصة المعراج قال النبي ﷺ :« أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك »، وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : إن ابن صائد سأل رسول الله ﷺ عن تربة الجنة فقال :« درمكة بيضاء مسك خالص ».
وروى ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى :﴿ وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ إِلَى الجنة زُمَراً ﴾ قال : سيقوا حتى انتهوا إلى باب من أبواب الجنة، فوجدوا عندها شجرة يخرج من تحت ساقها عينان، فعمدوا إلى إحداهما فتطهروا منها، فجرت عليهم نضرة النعيم، فلم تغير أبشارهم بعدها أبداً، ولم تشعث أشعارهم بعدها أبداً، فإنما دهنوا بالدهان ثم عمدوا إلى الأُخْرى، كأنما أمروا بها فشربوا منها فأذهب ما كان في بطونهم من أذى أو قذى، وتلقتهم الملائكة على أبواب الجنة :﴿ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فادخلوها خَالِدِينَ ﴾، وتلقى كل غلمان صاحبهم يطوفون به فعل الولدان بالحميم جاء من الغيبة، أبشر قد أعد الله لك من الكرامة كذا وكذا، قد أعد الله لك من الكرامة كذا وكذا، قال : وينطلق غلام من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين، فيقول : هذا فلان باسمه في الدنيا، فيقلن : أنت رأيته، فيقول : نعم، فيستخفهن الفرح حتى تخرج إلى أسكفة الباب، قال : فيجيء فإذا هو بنمارق مصفوفة وأكواب موضوعة وزرابي مبثوثة، قال، ثم ينظر إلى تأسيس بنيانه، فإذا هو قد أسس على جندل اللؤلؤ بين أحمر وأخضر وأصفر وأبيض، ومن كل لون يم يرفع طرفه إلى سقفه، فلولا أن الله تعالى قدره له لألم أن يذهب ببصره إنه لمثل البرق، ثم ينظر إلى أزواجه من الحور العين، ثم يتكىء إلى أريكة من أرائكه ثم يقول :﴿ الحمد للَّهِ الذي هَدَانَا لهذا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لولا أَنْ هَدَانَا الله ﴾ [ الأعراف : ٤٣ ].


الصفحة التالية
Icon