ثم قال سبحانه وتعالى :﴿ والآخرة عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ أي هي لهم خاصة لا يشاركهم فيها أحد غيرهم، ولهذا « لما قال عمر بن الخطّاب لرسول الله ﷺ حين رآه على رمال حصير، قد آثر بجنبه، فابتدرت عيناه بالبكاء، وقال : يا رسول لله! هذا كسرى وقيصر فيما هم فيه، وأنت صفوة الله من خلقه؟ وكان رسول الله ﷺ متكئاً فجلس وقال :» أوفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ « ثم قال ﷺ :» أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا « »، وفي رواية :« أما ترى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة »، وفي « الصحيحين » « أن رسول الله ﷺ قال :» لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها، فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة « وإنما خوَّلهم الله تعالى في الدنيا لحقارتها، قال رسول الله ﷺ :» لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء أبداً « ».