وقوله جلّ وعلا :﴿ وَقِيلِهِ يارب إِنَّ هؤلاء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ ﴾ أي وقال محمد ﷺ ﴿ وَقِيلِهِ ﴾ أي شكا إلى ربه شكواه من قومه الذين كذبوه فقال : يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون، كما أخبر تعالى في الأُخْرى :﴿ وَقَالَ الرسول يارب إِنَّ قَوْمِي اتخذوا هذا القرآن مَهْجُوراً ﴾ [ الفرقان : ٣٠ ]، وقال مجاهد في قوله :﴿ وَقِيلِهِ يارب إِنَّ هؤلاء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ ﴾ قال : يؤثر الله عزّ وجلّ قول محمد ﷺ، وقال قتادة : هو قول نبيكم ﷺ يشكو قومه إلى ربه عزّ وجلّ، وقوله تعالى :﴿ فاصفح عَنْهُمْ ﴾، أي عن المشركين، ﴿ وَقُلْ سَلاَمٌ ﴾ أي لا تجاوبهم بمثل ما يخاطبونك به من الكلام السيء، ولكن تألفهم واصفح عنهم فعلاً وقولاً، ﴿ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ هذا تهديد من الله تعالى لهم، ولهذا أحل بهم بأسه الذي لا يرد، وأعلى دينه وكلمته، وشرع بعد ذلك الجهاد والجلاد، حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً، وانتشر الإسلام في المشارق والمغارب، والله أعلم.