يقول تعالى منكراً على المشركين في إنكارهم البعث والمعاد، وأنه ما ثَمَّ إلاّ هذه الحياة الدنيا، ولا حياة بعد الممات ولا بعث ولا نشور، ويحتجون بآبائهم الماضين الذين ذهبوا فلم يرجعوا، فإن كان البعث حقاً ﴿ فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ وهذه حجة باطلة وشبهة فاسدة، فإن المعاد إنما هو يوم القيامة، لا في الدار الدنيا، بل بعد انقضائها وذهابها وفراغها يعيد الله العالمين خلقاً جديداً، ويجعل الظالمين لنار جهنم وقوداً، ثم قال تعالى متهدداً لهم ومتوعداً ومنذراً لهم بأسه الذي لا يرد، كما حل بأشباههم ونظرائهم من المشركين المنكرين للبعث، كقوم تُبَّع وهم ( سبأ ) حيث أهلكهم الله عزَّ وجلَّ وخرب بلادهم، وشردهم في البلاد وفرقهم شذر مذر، كما تقدم ذلك في سورة سبأ.


الصفحة التالية
Icon