« وكانت بايعت رسول الله ﷺ - قالت : طار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين ( عثمان بن مظعون ) رضي الله عنه، فاشتكى عثمان فمرَّضناه حتى إذا توفى أدرجناه في أثوابه، فدخل علينا رسول الله ﷺ فقلت : رحمة الله عليك يا أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله عزَّ وجلَّ، فقال رسول الله ﷺ :» وما يدريك أن الله تعالى أكرمه؟ « فقلت : لا أدري بأبي أنت وأمي، فقال رسول الله ﷺ :» أمّا هو فقد جاءه اليقين من ربه وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي «، قالت : فقلت : والله لا أزكي أحداً بعده أبداً، وأحزنني ذلك فنمت فرأيت لعثمان رضي الله عنه عيناً تجري، فجئت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته بذلك، فقال رسول والله صلى الله عليه سلم :» ذاك عمله « » وفي لفظ :« ما أدري وأنا رسول الله ﷺ ما يفعل به » - وهذا أشبه أن يكون هو المحفوظ، بدليل قولها؛ فأحزنني ذلك - ففي هذا وأمثاله دلالة على أنه لا يقطع لمعيّن بالجنة، إلاّ الذي نص الشارع على تعيينهم كالعشرة المبشرين بالجنة، والقراء السبعين الذين قتلوا ببئر معونة وما أشبههم وقوله :﴿ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَيَّ ﴾ أي إنما أتبع ما ينزله الله عليّ من الوحي، ﴿ وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ أي بيّن النذارة أمري ظاهر، لكل ذي لب وعقل، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon