« العبد المسلم إذا بلغ أربعين سنة خفف الله تعالى حسابه، وإذا بلغ ستين سنة رزقه الله تعالى الإنابة إليه، وإذا بلغ سبعين سنة أحبه أهل السماء، وإذا بلغ الثمانين سنة ثبَّت الله تعالى حسناته ومحا سيئاته، وإذا بلغ تسعين سنة غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه الله تعالى في أهل بيته، وكتب في السماء أسير الله في أرضه ».
﴿ قَالَ رَبِّ أوزعني ﴾ أي ألهمني ﴿ أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وعلى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ ﴾ أي في المستقبل، ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذريتي ﴾ أي نسلي وعقبي، ﴿ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ المسلمين ﴾ وهذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدّد التوبة والإنابة إلى الله عزَّ وجلَّ ويعزم عليها، وقد روى أبو داود في « سننه » عن ابن مسعود رضي الله عنه « أن رسول الله ﷺ كان يعلمهم أن يقولوا في التشهد :» الهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها عليك قابليها، وأتممها علينا « قال الله عزَّ وجلَّ :﴿ أولئك الذين نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ في أَصْحَابِ الجنة ﴾ أي هؤلاء المتصفون بما ذكرنا، التائبون إلى الله المنيبون إليه، المستدركون ما فات بالتوبة والاستغفار، هم الذين نتقبل منهم اليسير من العمل ﴿ أَصْحَابِ الجنة ﴾ أي هم في جملة أصحاب الجنة، وهذا حكمهم عند الله كما وعد الله عزَّ وجلَّ من تاب إليه وأناب، ولهذا قال تعالى :﴿ وَعْدَ الصدق الذي كَانُواْ يُوعَدُونَ ﴾، روى ابن أبي حاتم، عن محمد بن حاطب قال : لقد شهدت أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه، وعنده ( عمار ) و ( صعصعة ) و ( الأشتر ) و ( محمد بنأبي بكر ) رضي الله عنهم، فذكروا عثمان رضي الله عنه فنالوا منه، فكان علي على السرير ومعه عود في يده، فقال قائل منهم : إن عندكم من يفصل بينكم، فسألوه، فقال علي رضي الله عنه : كان عثمان رضي الله عنه من الذين قال الله تعالى :﴿ أولئك الذين نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ في أَصْحَابِ الجنة وَعْدَ الصدق الذي كَانُواْ يُوعَدُونَ ﴾ قال : والله عثمان وأصحاب عثمان رضي الله عنهم، قالها ثلاثاً. قال يوسف : فقلت لمحمد بن حاطب : آلله لسمعت هذا من علي رضي الله عنه؟ قال : آلله لسمعت هذا من علي رضي الله عنه.