، وروى الإمام أحمد أيضاً عن مسروق قال :« كنت عند عائشة فقلت أليس الله يقول ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ بالأفق المبين ﴾ [ التكوير : ٢٣ ]، ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أخرى ﴾ فقالت : أنا أول هذه الأمة سألت رسول الله ﷺ عنها فقال :» إنما ذاك جبريل « لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين، رآه منهبطاً من السماء إلى الأرض ساداً عظم خلقه ما بين السماء والأرض ».
وقال مجاهد في قوله :﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أخرى ﴾ قال : رأى رسول الله ﷺ جبريل في صورته مرتين، وقوله تعالى :﴿ إِذْ يغشى السدرة مَا يغشى ﴾ قد تقدم في أحاديث الإسراء أنه غشيتها الملائكة مثل الغربان، وغشيها نور الرب، وغشيها ألوان ما أدري ما هي. روى الإمام أحمد، عن عبد الله بن مسعود قال :« لما أسري برسول الله ﷺ انتهى به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السابعة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، ﴿ إِذْ يغشى السدرة مَا يغشى ﴾ قال : فراش من ذهب، قال : وأعطي رسول الله ﷺ ثلاثاً : أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك بالله شيئاً من أمته المقحمات » وعن مجاهد قال :« كان أغصان السدرة لؤلؤاً وياقوتاً وزبرجداً، فرآها محمد ﷺ ورأى ربه بقلبه، وقاتل ابن زيد : قيل يا رسول الله أي شيء رأتي يغشى تلك السدرة؟ قال :» رأيت يغشاها فراش من ذهب، ورأيت على كل ورقة من ورقها ملكاً قائماً يسبح الله عزّ وجلّ « » وقوله تعالى :﴿ مَا زَاغَ البصر ﴾ قال ابن عباس : ما ذهب يميناً ولا شمالاً، ﴿ وَمَا طغى ﴾ ما جاوز ما أمر به، ولا سأل فوق ما أعطي، وما أحسن ما قال الناظم :

رأى جنة المأوى وما فوقها ولو رأى غير ما قد رآه لتاها
وقوله تعالى :﴿ لَقَدْ رأى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكبرى ﴾ كقوله :﴿ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ ﴾ [ الإسراء : ١ ] أي الدالة على قدرتنا وعظمتنا.


الصفحة التالية
Icon