يقول تعالى مخبراً عن فرعون وقومه، إنهم جاءهم رسول ( موسى ) وأخوه ( هارون ) وأيدهما بمعجزات عظيمة وآيات متعددة، فكذبوا بها كلها فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، أي فأبادهم الله ولم يبق منهم عين ولا أثر، ثم قال تعالى :﴿ أَكُفَّارُكُمْ ﴾ أيها المشركون ﴿ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ ﴾ يعني من الذين تقدم ذكرهم، ممن أهكلوا بسبب تكذيبهم الرسل، أأنتم خير من أولئكم؟ ﴿ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي الزبر ﴾ أي أم معكم من الله براءة، أن لاينالكم عذاب ولا نكال، ثم قال تعالى مخبراً عنهم :﴿ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ ﴾ أي يعتقدون أن جمعهم يغني عنهم من أرادهم بسوء، قال الله تعالى :﴿ سَيُهْزَمُ الجمع وَيُوَلُّونَ الدبر ﴾ أي سيتفرق شملهم ويغلبون، روى البخاري، عن ابن عباس « أن النبي ﷺ قال وهو في قبة له يوم بدر :» أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم في الأرض أبداً « فأخذ أبو بكر رضي الله عنه بيده، وقال : حسبك يا رسول الله ألححت على ربك، فخرج وهو يثب في الدرع، وهو يقول :﴿ سَيُهْزَمُ الجمع وَيُوَلُّونَ الدبر * بَلِ الساعة مَوْعِدُهُمْ والساعة أدهى وَأَمَرُّ ﴾ » وروى ابن أبي حاتم، عن عكرمة قال :« لما نزلت ﴿ سَيُهْزَمُ الجمع وَيُوَلُّونَ الدبر ﴾ قال عمر : أي جمع يهزم؟ أي جمع يغلب؟ قال عمر : فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله ﷺ يثب في الدرع وهو يقول :﴿ سَيُهْزَمُ الجمع وَيُوَلُّونَ الدبر ﴾ فعرفت تأويلها يومئذٍ ».


الصفحة التالية
Icon