« إن الرجل إذا نزع ثمرة الجنة عادت مكانها أُخرى »، وقوله تعالى :﴿ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ ﴾ عن آَنَس قال، قال رسول الله ﷺ :« » إن طير الجنة كأمثال البخت يرعى في شجر الجنة «، فقال أبو بكر : يا رسول الله إن هذه لطير ناعمة، فقال :» آكلها أنعم منها - قالها ثلاثاً - وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها « وقال قتادة في قوله تعالى :﴿ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ ﴾ » وذكر لنا أن أبا بكر قال : يا رسول الله! إني لأرى طيرها ناعماً كأهلها ناعمون، قال :« ومن يأكلها والله يا أبا بكر أنعم منها وإنها لأمثال البخت وإني لأحتسب على الله أن تأكل منها يا أبا بكر » « وروى أبو بكر بن أبي الدنيا، عن أنَس بن مالك » أن رسول الله ﷺ سئل عن الكوثر فقال :« نهر أعطانيه ربي عزَّ وجلَّ في الجنة أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طيور أعناقها يعني كأعناق الجزر » فقال عمر : إنها لناعمة؟ قال رسول الله ﷺ :« آكلها أنعم منها » « وعن عبد الله بن مسعود قال، » قال لي رسول الله ﷺ :« إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشوياً » وقوله تعالى :﴿ وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللؤلؤ المكنون ﴾ بالرفع وتقديره : ولهم فيها حور عين، وقوله تعالى :﴿ كَأَمْثَالِ اللؤلؤ المكنون ﴾ أي كأنهن اللؤلؤ الرطب في بياضه وصفائه كما تقدم، ﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾ [ الصافات : ٤٩ ]، ولهذا قال :﴿ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ أي هذا الذي أتحفناهم به مجازاة لهم على ما أحسنوا في من العمل.


الصفحة التالية
Icon