﴿ حُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللؤلؤ المكنون ﴾ [ الواقعة : ٢٢-٢٣ ]، فقوله تعالى :﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ ﴾ أي أعدناهن في النشأة الأخرى بعد ما كن عجائز رمصاً، صرن، ﴿ أَبْكَاراً * عُرُباً ﴾ أي بعد الثيوبة عدن أبكاراً عرباً، متحببات إلى أزواجهن بالحلاوة والظرافة والملاحة، وقال بعضهم ﴿ عُرُباً ﴾ أي غنجات، عن أنَس بن مالك قال : قال رسول الله ﷺ :« إنا أنشأناهن إنشاء قال : نساء كنَّ في الدنيا عمشاً رمصاً » وعن سلمة بن يزيد قال :« سمعت رسول الله ﷺ يقول في قوله تعالى :﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً ﴾ يعني الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا، وقال عبد بن حميد قال : أتت عجوز، فقالت : يا رسول الله ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة فقال :» يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز « قال : فولت تبكي، قال : أخبروها إنها لا تدخلها، وهي عجوز، إن الله تعالى يقول :﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً ﴾ ».
وعن أم سلمة قالت :« قلت : يا رسول الله أخبرني عن قول الله تعالى :﴿ حُورٌ عِينٌ ﴾ [ الواقعة : ٢٢ ] قال :» حور « بيض » عين « ضخام العيون، شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر، قلت : أخبرني عن قوله تعالى :﴿ كَأَمْثَالِ اللؤلؤ المكنون ﴾ [ الواقعة : ٢٣ ] قال :» صفاؤهن صفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي « قلت : أخبرني عن قوله :﴿ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ﴾ [ الرحمن : ٧٠ ] قال :» خيرات الأخلاق حسان الوجوه «، قلت أخبرني عن قوله :﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ﴾ [ الصافات : ٤٩ ] قال :» رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخله البيضة مما يلي القشر وهو الغرقيء « قلت : يا رسول الله أخبرني عن قوله :﴿ عُرُباً أَتْرَاباً ﴾ قال :» هن اللواتي قبضن في الدار الدنيا عجائز رمصاً شمطاً خلقهن الله بعد الكبر، فجعلهن عذارى عرباً متعشقات محببات أتراباً على ميلاد واحد «، قلت : يا رسول الله نساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال :» بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة «، قلت : يا رسول الله وبم ذاك؟ قال :» بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عزّ وجلّ، ألبس الله وجوههن النور، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان خضر الثياب، صفر الحلي، مجامرهن الدر، وأمشاطهن الذهب، يقلن : نحن الخالدات فلا نموت أبداً، ونحن الناعمات فلا نبأس أبداً، ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً، طوبى لمن كنا له وكان لنا «، قلت : يا رسول الله المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة، ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها؟ قال :» يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقاً، فتقول : يا رب إن هذا كان أحسن خلقاً معي فزوجنيه، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة « »


الصفحة التالية
Icon