« ولا يمس القرآن إلا طاهر »، وهذه وجادة جيدة قد قرأها الزهري وغيره، ومثل هذا ينبغي الأخذ به.
وقوله تعالى :﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العالمين ﴾ أي هذا القرآن منزل من الله رب العالمين، وليس هو كما يقولون إنه سحر أو كهانة أو شعر، بل هو الحق الذي لا مرية فيه، وليس وراءه حق نافع، وقوله تعالى :﴿ أفبهذا الحديث أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ ﴾ قال ابن عباس : أي مكذبون غير مصدقين، وقال مجاهد :﴿ مُّدْهِنُونَ ﴾ أي تريدون أن تمالئوهم فيه وتركنوا إليهم ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ قال بعضهم : معنى ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ ﴾ بمعنى شكركم أنكم تكذبون بدل الشكر، عن علي رضي الله عنه قال :« قال رسول الله ﷺ :» وتجعلون « رزقكم يقول : شكركم أنكم تكذبون، تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا، بنجم كذا وكذا » وقال مجاهد :﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ قال : قولهم في الأنواء : مطرنا بنوء كذا وبنوء كذا يقول : قولوا هو من عند الله وهو رزقه، وقال قتادة : أما الحسن فكان يقول : بئس ما أخذ قوم لأنفسهم، لم يرزقوا من كتاب الله إلا التكذيب، فمعنى قول الحسن هذا وتجعلون حظكم من كتاب الله أنكم تكذبون به، ولهذا قال قبله :﴿ أفبهذا الحديث أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ * وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾.


الصفحة التالية
Icon