وقوله تعالى :﴿ وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ اليمين ﴾ أي وأما إن كان المحتضر من أصحاب اليمين ﴿ فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ اليمين ﴾ أي تبشرهم الملائكة بذلك تقول لأحدهم : سلام لك أي لا بأس عليك أنت إلى سلامة. وأنت من أصحاب اليمين، وقال قتادة : سَلِمَ من عذاب الله وسلَّمت عليه ملائكة الله، كما قال عكرمة تسلم عليه الملائكة وتخبره أنه من أصحاب اليمين، وهذا معنى حسن، ويكون ذلك كقوله تعالى :﴿ إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكة أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بالجنة التي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [ فصلت : ٣٠ ]. وقوله تعالى :﴿ وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ المكذبين الضآلين فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾ أي وأما إن كان المحتضر من المكذبين بالحق، الضالين عن الهدى ﴿ فَنُزُلٌ ﴾ أي فضيافة. ﴿ مِّنْ حَمِيمٍ ﴾ وهو المذاب الذي يصهر به ما بطونهم والجلود، ﴿ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾ أي وتقرير له في النار تغمره من جميع جهاته، ثم قال تعالى :﴿ إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ اليقين ﴾ أي إن هذا الخبر لهو حق اليقين، الذي لا مرية فيه ولا محدي لأحد عنه، ﴿ فَسَبِّحْ باسم رَبِّكَ العظيم ﴾. قال الإمام أحمد، عن عقبة بن عامر الجهني قال :« لمّا نزلت على رسول الله ﷺ ﴿ فَسَبِّحْ باسم رَبِّكَ العظيم ﴾ قال :» اجعلوها في ركوعكم «، ولما نزلت :﴿ سَبِّحِ اسم رَبِّكَ الأعلى ﴾ قال رسول الله ﷺ :» اجعلوها في سجودكم « » وفي الحديث :« من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة » وروى البخاري في آخر « صحيحه »، عن أبي هريرة قال، قال رسول الله :« كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ».