﴿ والله على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [ المجادلة : ٦، البروج : ٩ ]، وقوله :﴿ ثُمَّ الله شَهِيدٌ على مَا يَفْعَلُونَ ﴾ [ يونس : ٤٦ ]، وقوله :﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ على كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ﴾ [ الرعد : ٣٣ ] الآية، وقوله تعالى :﴿ العزيز ﴾ أي الذي قد عز كل شيء فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه، ولهذا قال تعالى :﴿ الجبار المتكبر ﴾ أي الذي لا تليق الجبرية إلا له، ولا التكبر إلا لعظمته كما تقدم في الصحيح :« العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحداً منهما عذبته »، وقال قتادة : الجبار الذي جبر خلقه على ما يشاء، وقال ابن جرير : الجبار المصلح أُمور خلقه المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم، وقال قتادة : المتكبر يعني عن كل سوء، ثم قال تعالى :﴿ سُبْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾. وقوله تعالى :﴿ هُوَ الله الخالق البارىء المصور ﴾ الخلق : التقدير، والبرء : التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود، وليس كل من قدر شيئاً ورتّبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله عزّ وجلّ. قال الشاعر يمدح آخر :
ولأنت تفري ما خلقت وبعض | القوم يخلق ثم لا يفرى |
وقوله تعالى :﴿ لَهُ الأسمآء الحسنى ﴾ قد تقدم الكلام على ذلك في سورة الأعراف، ونذكر الحديث المروي عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ :« إن لله تعالى تسعة وتسعين اسماًن مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر، هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارىء، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدىء، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد، الواحد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المعطي، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور »