والمقصد أن الأنبياء عليهم السلام لم تزل تنعته وتحكيه في كتبها على أُممها، وتأمرهم باتباعه ونصره وموازرته إذا بعث، وكان أول ما اشتهر الأمر في أهل الأرض، على لسان إبراهيم الخليل والد الأنبياء بعده، حين دعا لأهل مكّة أن يبعث الله فيهم رسولاً منهم وكذا على السان عيسى ابن مريم، ولهذا قال :« دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى ابن مريم، ورؤيا أُمي التي رأيت » أي ظهر في أهل مكة أثر ذلك، والإرهاص، فذكره صلوات الله وسلامه عليه. وقوله تعالى :﴿ لَمَّا جَاءَهُم بالبينات قَالُواْ هذا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾ قال ابن جريج، ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُم ﴾ أحمد أي المبشر به في الأعصار المتقادمة المنوه بذكره في القرون السالفة، لما ظهر أمره وجاء بالبينات قال الكفرة والمخالفون ﴿ هذا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾.


الصفحة التالية
Icon