هذا لفظ مسلم، ورواه البخاري مختصراً، ثم قال البخاري بعد روايته الحديث الأول عند هذه الآية، وقال أبو سليمان بن حرب وأبو النعمان، حدَّثنا حماد بن زيد عن أيوب، عن محمد هو ابن سيرين قال : كنت في حلقة فيها عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان أصحابه يعظمونه فذكر آخر الأجلين، فحدثت بحديث سبيعة بنت الحارث عن عبد الله بن عتبة قال : فضمز لي بعض أصحابه، قال محمد : ففطنت له، فقلت له : إني لجريء أن أكذب على عبد الله، وهو في ناحية الكوفة قال : فاستحيا وقال : لكن عمه لم يقل ذلك، فلقيت أبا عطية منالك بن عامر، فسألته فذهب يحدثني بحديث سبيعة، فقلت : هل سمعت عن عبد الله فيها شيئاً؟ فقال : كمنا عند عبد الله فقال : أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون عليها الرخصة؟ فنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى :﴿ وَأُوْلاَتُ الأحمال أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾. وروى ابن جرير عن علقمة بن قيس أن عبد الله بن مسعود قال : من شاء لاعنته، ما نزلت ﴿ وَأُوْلاَتُ الأحمال أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾ إلا بعد آية المتوفى عنها زوجها، قال : وإذا وضعت المتوفى عنها زوجها فقد حلت يريد بآية المتوفى عنها ﴿ والذين يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ﴾ [ البقرة : ٢٣٤ ] وقال : أبن أبي حاتم، عن مسروق قال : بلغ ابن مسعود أن علياً رضي الله عنه يقول آخر الأجلين، فقال : من شاء لاعنته إن التي في النساء القصرى نزلت بعد البقرة ﴿ وَأُوْلاَتُ الأحمال أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ﴾، وقوله تعالى :﴿ وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ﴾ أي يسهل له أمره وييسره عليه، ويجعل له فرجاً قريباً ومخرجاً عاجلاً، ثم قال تعالى :﴿ ذَلِكَ أَمْرُ الله أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ ﴾ أي حكمه وشرعه أنزله إليكم بواسطة رسول الله ﷺ ﴿ وَمَن يَتَّقِ الله يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً ﴾ أي يذهب عنه المحذور، ويجزل له الثواب على العمل اليسير.


الصفحة التالية
Icon