وأنت زنيم نيط في آل هاشم | كما نيط خلف الراكب القدح الفرد |
وقال ابن عباس في قوله
﴿ زَنِيمٍ ﴾ قال : الدعي الفاحش اللئيم : وأنشد :
زنيم تداعاه الرجال زيادة | كما زيد في عرض الأديم الأكارع |
والمراد به ( الأخنس بن شريق )، وقال مجاهد عن ابن عباس :
﴿ الزنيم ﴾ الملحق النسب، وقال سعيد بن المسيب : هو الملصق بالقوم ليس منهم؛ وسئل عكرمة عن الزنيم فقال : هو ولد الزنا، وقال سعيد بن جبير : الزنيم الذي يعرف بالشر، كما تعرف الشاة بزنمتها، والزنيم الملصق، وقال الضحاك : كانت له زنمة في أصل أذنة، ويقال : هو اللئم الملصق في النسب، والأقوال في هذا كثيرة، وترجع إلى ما قلناه، وهو أن الزنيم هو المشهور بالشر، الذي يعرف به من بين الناس وغالباً يكون دعياً ولد زنان، فإنه في الغالب يتسلط الشيطان عليه ما لا يتسلط على غيره، وقوله تعالى :
﴿ أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ * إِذَا تتلى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأولين ﴾ يقول تعالى هذا مقابلة ما أنعم الله عليه من المال والبنين، كفر بآيات الله عزَّ وجلَّ وأعرض عنها، وزعم أنها كذب مأخوذ من أساطير الأولين، كقوله تعالى :
﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلاَّ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً ﴾ [ المدثر : ١١-١٦ ].
﴿ سَنَسِمُهُ عَلَى الخرطوم ﴾، قال ابن جرير : سنين أمره بياناً واضحاً، حتى يعرفوه ولا يخفى عليهم، كما لا نخفي عليهم السمة على الخراطيم، وقال قتادة :
﴿ سَنَسِمُهُ عَلَى الخرطوم ﴾ : شين لا يفارقه آخر ما عليه، وعنه : سما على أنفه، وقال ابن عباس : يقاتل يوم بدر فيخطم السيف في القتال، وقال آخرون :
﴿ سَنَسِمُهُ ﴾ سمة أهل النار، يعني نسود وجهه يوم القيامة، وعبر عن الوجه بالخرطوم، ولا مانع من اجتماع الجميع عليه في الدنيا والآخرة، وفي الحديث :
« من مات همازاً لمازاً ملقباً للناس كان علامته يوم القيامة أن يسمه الله على الخرطوم من كلا الشفتين ».