﴿ هُوَ الذي جَعَلَ الشمس ضِيَآءً والقمر نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السنين والحساب ﴾ [ يونس : ٥ ] الآية، وقوله تعالى :﴿ والله أَنبَتَكُمْ مِّنَ الأرض نَبَاتاً ﴾ هذا اسم مصدر والإيتان به ههنا أحسن، ﴿ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا ﴾ إي إذا متم ﴿ وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً ﴾ أي يوم القيامة يعيدكم كما بدأكم أول مرة، ﴿ والله جَعَلَ لَكُمُ الأرض بِسَاطاً ﴾ أي بسطها ومهدها وثبتها بالجبال الراسيات الشم الشامخات، ﴿ لِّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً ﴾ أي خلقها لكم لتستقروا عليها، وتسلكوا فيها أين شئتم من نواحيها وأرجائها، ينبههم نوح عليه السلام على قدرة الله وعظمته في خلق السماوات والأرض، ونعمه عليهم فيما جعل لهم من المنافع السماوية والأرضية، فهو الخالق الرازق جعل السماء بناء، والأرض مهاداً، وأوسع على خلقه من رزقه، فهو الذي يجب أن يعبد ويوحد ولا يشرك به أحد.