، فقيل : معناه نام عن المكتوبة، وقيل : عن قيام الليل.
وقوله تعالى :﴿ وَأَقِيمُواْ الصلاة وَآتُواْ الزكاة ﴾ أي أقيموا صلاتكم الواجبة عليكم وآتوا الزكاة المفروضة، وهذا يدل لمن قال بأن فرض الزكاة نزل بمكة، لكن مقادير النصب والمخرج لم تبين إلا بالمدينة والله أعلم. وقد قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد : إن هذه الآية نسخت الذي كان الله قد أوجبه على المسلمين أولاً من قيام الليل، وقد ثبت في الصحيحين « أن رسول الله ﷺ قال لذلك الرجل :» خمس صلوات في اليوم والليلة «، قال : هل عليّ غيرها؟ قال :» لا، إلا أن تطوّع « »، وقوله تعالى :﴿ وَأَقْرِضُواُ الله قَرْضاً حَسَناً ﴾ يعني من الصدقات، فإن الله يجازي على ذلك أحسن الجزاء وأوفره كما قال تعالى :﴿ مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً ﴾ [ البقرة : ٢٤٥ ]، وقوله تعالى :﴿ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ الله هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً ﴾ أي جميع ما تقدموه بين أيديكم فهو لكم حاصل، وهو خير مما أبقيتموه لأنفسكم في الدنيا، عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله ﷺ :« » أيكم ماله أحب إليه من مال وارثه؟ « قالوا : يا رسول الله، ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه، قال :» اعلموا ما تقولون «، قالوا : ما نعلم إلا ذلك يا رسول الله، قال :» إنما مال أحدكم ما قدّم، ومال وارثه ما أخر « » ثم قال تعالى :﴿ واستغفروا الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ أي أكثروا من ذكره واستغفاره في أموركم كلها، فإنه غفور رحيم لمن استغفر.