﴿ وَحَدَآئِقَ غُلْباً ﴾ أي بساتين، قال الحسن وقتادة : غلباً نخل غلاظ كرام، وقال ابن عباس ومجاهد : كل ما التفت واجتمع، وقال ابن عباس ايضاً ﴿ غُلْباً ﴾ الشجر الذي يستظل به، وقال عكرمة :﴿ غُلْباً ﴾ أي غلاظ الأوساط، وقوله تعالى :﴿ وَفَاكِهَةً وَأَبّاً ﴾ أما الفاكهة فكل ما يتفكه به من الثمار، قال ابن عباس : الفاكهة كل ما أكل رطباً، والأب ما أنبت الأرض مما تأكله الدواب ولا يأكله الناس، وفي رواية عنه : هو الحشيش للبهائم، وقال مجاهد : الأب الكلأ، وعن مجاهد والحسن : الأب للبهائم كالفاكهة لبني آدم، وعن عطاء كل شيء نبت على وجه الأرض فهو أب، وقال الضحاك : كل شيء أنبتته الأرض سوى الفاكهة فهو الأب. وقال العوفي، عن ابن عباس : الأب : الكلأ والمرعى. روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ ﴿ عَبَسَ وتولى ﴾ [ عبس : ١ ] فلما أتى على هذه الآية :﴿ وَفَاكِهَةً وَأَبّاً ﴾ قال : قد عرفنا الفاكهة فما الأب؟ فقال لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف، وهذا محمول على أنه أراد أن يعرف شكله وجنسه وعينه، وإلاّ فهو يعلم أنه من نبات الأرض لقوله :﴿ فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَآئِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً ﴾. وقوله تعالى :﴿ مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ﴾ أي عيشة لكم ولأنعامكم في هذه الدار، إلى يوم القيامة.


الصفحة التالية
Icon