« انطلقت أنا وأخي إلى رسول الله ﷺ فقلنا : يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم، وتقري الضيف، وتفعل، هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئاً؟ قال :» لا « قلنا : فإنها كانت وأدت أُختاً لنا في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئاً؟ قال :» الوائدة والموءُودة في النار، إلاّ أن يدرك الوائدة الإسلام فيعفو الله عنها « » وفي الحديث :« النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموءُودة في الجنة » وعن قرة قال : سمعت الحسن يقول :« قيل، يا رسول الله مَن في الجنة؟ قال : الموءُودة في الجنة » وقال ابن عباس : أطفال المشركين في الجنة، فمن زعم أنهم في النار فقد كذب؛ يقول الله تعالى :﴿ وَإِذَا الموءودة سُئِلَتْ * بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ﴾، قال ابن عباس : خهي المدفونة، وقال عبد الرزاق :« جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله إني أودت بنات لي في الجاهلية، قال :» أعتق عن كل واحدة منهم رقبة « قال : يا رسول الله إني صاحب إبل، قال فانحر عن كل واحدة منهم بدنة » وقوله تعالى :﴿ وَإِذَا الصحف نُشِرَتْ ﴾ قال الضحّاك : أعطى كل إنسان صحيفته بيمينه أو بشماله، وقال قتادة : يا ابن آدم تملي فيها ثم تطوي، ثم تنشر عليك يوم القيامة، فلينظر رجل ماذا يملي في صحيفته، وقوله تعالى :﴿ وَإِذَا السمآء كُشِطَتْ ﴾ قال مجاهد : اجتذبت؛ وقال السدي : كشفت، وقال الضحّاك : تنكشط فتذهب، وقوله تعالى :﴿ وَإِذَا الجحيم سُعِّرَتْ ﴾ قال السدي : أحميت، وقال قتادة : أوقدت، قال وإنما يسعرها غضب الله وخطايا بني آدم، وقوله تعالى :﴿ وَإِذَا الجنة أُزْلِفَتْ ﴾ قال الضحّاك : أي قربت إلى أهلها، وقوله تعالى :﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ ﴾ هذه هو الجواب اي إذا وقعت هذه الأمور حينئذٍ تعلم كل نفس ما عملت، وأحضر ذلك لها كما قال تعالى :﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سواء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً ﴾ [ آل عمران : ٣٩ ]، وقال تعالى :﴿ يُنَبَّأُ الإنسان يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ [ القيامة : ١٣ ]. وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال : لما نزلت :﴿ إِذَا الشمس كُوِّرَتْ ﴾ قال عمر : لما بلغ ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ ﴾ قال : لهذا أجري الحديث.